المهري الأصيل

الأحد، يناير 29، 2012

إيران وما تُسمى بدولة إسرائيل وجهان لعملة واحدة...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد:
لم تكن (ما تُسمى بدولة إسرائيل) و(إيران) معزولتين عن بعضهم البعض بسبب البعد الجغرافي، أو نبرة العداء المزورة 
التي يطلقها من حين لأخر أتباع النظام الإيراني الحاكم، فمن التاريخ شواهد عديدة تثبت شيئاً واحدا ألا وهو 
أن (ما تُسمى بدولة إسرائيل) كيان عنصري متطرف ينظر للبشرية بدونية ويتعايش مع أمثاله بسهولة، وما يظهر حاليا من تناقضات 
في المواقف بين الطرفين ما هو إلا ستار لعلاقات وطيدة امتدت وتطورت على مدار تاريخ طويل، فلما لا يكون تحالفا غادرا 
يهيمن ويسيطر على كل ما يحيط به، ويتبادل رواده الأدوار في المنطقة العربية لكي يتمكنوا من تسهيل مهمات بعضهم البعض..
فبداية التعارف بين الإيرانيين واليهود تعود إلى ألفين وسبعمائة وخمسين عامًا ، وما يؤكد قدم هذه الرابطة هو وجود بعض الشواهد 
التاريخية واللغوية والدينية الموجودة في أسفار عزرا، نحميا، استر، ودانيال وتواريخ الأيام. كذلك ما ورد حول المخلص أو المنقذ لليهود
 والتصريح باسمه على لسان الرب في كتاب النبي عزرا (الباب الأول والثاني) بأنه كورش ملك إيران العادل، ومع فتح بابل على يديه 
وتحريره بني إسرائيل من قبضة ملوكها ودخول اليهود أرض إيران، تأثر اليهود بالإيرانيين وقبلوا بعض معتقداتهم، كالاعتقاد باليوم الآخر 
وظهور المهدي في آخر الزمان.
إن هناك تشابه غريب وكبير في الأجندات الإيرانية وما تُسمى بالدولة الإسرائيلية بدأت تلاحظ بصورة أكبر في الآونة الأخيرة.. وتعالوا نرجع للتاريخ قليلاً
 لنسرد بعض الحقائق حول علاقة الدولتين الصديقتين التي تجري في الخفاء.. فقد كانت لإيران علاقات وطيدة مع ما تُسمى بدولة إسرائيل 
ولما جاءت هذه الثورة المشئومة أظهرت العداء لما تُسمى بالدولة الإسرائيلية في العلن..بينما في الحقيقة لم تتوقف العلاقات الإيرانية   وما تُسمى بالدولة الإسرائيلية في جميع الأصعدة أبداً.. 
وللتدليل على ذلك نسرد الحقائق التاريخية التالية:
1.ذكر رئيس إيران الأسبق الحسن بني صدر في 1981 بأن هناك علاقات سرية بيننا وبين ما تُسمى بدولة إسرائيل لا يستطيع أن ينكرها أحد..وبأنه حاول منعها عندما كان رئيسا لإيران ولم يستطع.. 
بل إنه ذكر بأن التيار الديني الإيراني (المعممين) هو من يدعم هذا التوجه الرامي لتطبيع العلاقات مع ما تُسمى بدولة إسرائيل أكثر..وعلى رأسهم الهالك الخميني.
2.في 18 يوليو 1981 أسقط الدفاع الروسي طائرة أرجنتينية ملئت أسلحة كانت متوجهة لإيران..وبعد التدقيق في الأسلحة تبين بأن أغلبها أسلحة شحنت من قبل الكيان الصهيوني..
وتبين فيما بعد وجود شحنات كبيرة جداً قبل هذه الشحنة جاءت مباشرة من ما تُسمى بدولة إسرائيل..وهي ما عرف بفضيحة (إيران جيت).
3.بتوجيه من الخميني..باعت ما تُسمى بدولة إسرائيل العديد من الصواريخ المتطورة لإيران عبر الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينات..وكان الهدف هو إستهداف القوة العراقية في المنطقة بعد بدأ الحرب العراقية الإيرانية.
4.في 3 يونيو 1982..أكد رئيس وزراء ما تُسمى بدولة إسرائيل الأسبق مناحيم بيجن بأن ما تُسمى بدولة إسرائيل تدعم إيران بالأسلحة لإضعاف العراق.
5.ذكر رئيس الوزراء ما تُسمى بدولة إسرائيل الأسبق إرييل شارون في مذكراته بأنه ليس هناك عداء بين ما تُسمى بدولة إسرائيل وإيران والشيعة في الحقيقة..وأن عدونا الحقيقي هو التطرف السني الممثل في حركة حماس ومن على شاكلتها.
6.ذكر أحد مستشاري البيت الأبيض وكان أحد مسئولي التعاون العسكري بين إيران وما تُسمى بدولة إسرائيل في مذكراته بعنوان (تحت النار) بأن حجم التبادل التجاري بين إيران وما تُسمى بدولة إسرائيل وصل لملايين الدولارات.
7.ذكر السيناتور الأمريكي (تاور) ضمن إطار التحقيق معه حول فضيحة (إيران جيت) بأن ما تُسمى بدولة إسرائيل لها علاقات إيرانية كبيرة..وهي تورد الأسلحة لها بهدف تقويتها ضد العراق بالإضافة إلى أن تصدير السلاح يقوي ما تُسمى بدولة إسرائيل.
8.في مايو من العام الجاري 2011 ظهرت فضيحة السفن ما تُسمى بدولة إسرائيل..وأظهرت بعض المصادر بأن هناك 200 شركة إسرائيلية تتعاون مع إيران بحراً وتصدر الطاقة وتطور السلاح الإيراني..
وعلى العكس من ذلك أوردت بعض المصادر بأن هناك صادرات نفطية إيرانية تذهب مباشرة لما تُسمى بدولة إسرائيل عن طريق البحر.
9.في 2008أصدر مرشد الثورة الحالي خامنئي فتواه المشهورة بعدم جواز التطوع للقتال في غزة ضد ما تُسمى بدولة إسرائيل!!
10.قبل عدة اعوام قال مساعد الرئيس الإيراني إبراهيم مشائي بأننا أصدقاء مع شعب ما تُسمى بدولة إسرائيل.. وهناك تصريحات عديدة لقيادات إيرانية تدل على التعاون الإيراني ,ما تُسمى بدولة إسرائيل..
ومنها تصريحات أبطحي (الذي طلب احتلال البحرين وإعادة فتحها إسلاميا)..وخاتمي (الذي يعتبر من الإصلاحيين المعتدلين اليوم)..ورفسنجاني.. وثلاثتهم صرحوا بأنه لولا إيران لما دخلت أمريكا كابول وبغداد..
في دلالة على الخيانة الإيرانية للأمة بمساعدتها أمريكا لاحتلال العراق وأفغانستان على غرار أجدادهم ابن العلقمي والقرامطة والدولة الصفوية وغيرها.
فأرض إيران بالنسبة لهم هي أرض كورش مخلصهم، وعليها ضريح استر ومردخاي، وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق، هي دولة شوشندخت الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول، وتحوي أرضها جثمان بنيامين شقيق سيدنا يوسف عليه السلام،
 لذا يكن يهود العالم وافر التبجيل لهذه الأرض. 
ومنذ فتح بابل على يد الملك كورش، وتوجه العديد من اليهود إلى إيران، ترفض تلك الطائفة دعوة العودة إلى فلسطين، وفاق حبهم لإيران حبهم لأورشليم، ورغم قيام حكومة ما تُسمى بدولة إسرائيل الصهيونية، التي عملت على تشجيع يهود إيران على الهجرة إليها، إلا أنهم 
رفضوا ترك إيران، وكان عدد اليهود الذين انتقلوا من الدول الأوروبية إلى ما تُسمى بدولة إسرائيل يفوق بكثير عدد اليهود الذين انتقلوا من إيران إلى فلسطين. 


أطماع مشتركة:-
تتمحور أهداف (إيران) و(ما تُسمى بدولة إسرائيل) حول عدائية العالم الإسلامي والمنطقة العربية والسيطرة على ثرواتها وفي سبيل هذا الهدف حاولا استغلال نفوذهما وقوتهما للسيطرة على الأمة وإثارة المشاكل والنعرات الطائفية، وتجنيد ونشر خلايا عملاء تعمل لصالح
 الأجهزة الأمنية التابعة لكلتا البلدين، ولكن (ما تُسمى بدولة إسرائيل) كانت في بعض الأحيان تسخر (إيران) لخدمة أهدافها، وتركز على تقسيم العالم العربي كلا على حدا وعلى سبيل المثال، فإن (ما تُسمى بدولة إسرائيل) وبحسب ما يذكره علماء السياسة ركزت على تقويض
 قوة مصر كونها أكبر دولة عربية ويمكن أن تمثل خطرا علىها بصفتها تمتلك حدود وجيش قوي، وسعت إلى تدمير مصر داخليا من خلال الفوضى الأمنية والفتنة الطائفية، بالإضافة إلى سعيها لفصل وعزل مصر عن العالم الإسلامي والعربي من خلال اتفاقات كام ديفيد التي جعلت من مصر 
دولة منبوذة عند بعض العرب بسبب تواطئها مع (ما تُسمى بدولة إسرائيل) في عدد من القضايا، وهذا يأتي جزء من كل يشمل عمل منظومة مخابراتية (ما تُسمى بالدولة الإسرائيلية) أصبح لها خيوط في دول إسلامية كثيرة تقوم بإثارة الفتن واختلاق النزاعات، حتى لا تمنح العرب والمسلمين 
الفرصة للتنبه للخطر الحقيقي وكل ذلك بهدف تحقيق ثلاث أهداف صهيونية وهي :
- تجميع اليهود وإقامة دولة ووطن لهم في فلسطين، وقد نجحوا في ذلك بتعاون مع القوى الاستعمارية الصليبية الحاقدة.
- توسيع (ما تُسمى بدولة إسرائيل) لتصبح (ما تُسمى بدولة إسرائيل الكبرى) لتشمل الأراضي الواقعة بين النيل والفرات وتشمل المدينة المنورة وخيبر.
- المملكة اليهودية العالمية، حيث يخضع العالم لسيطرة اليهود وتكون أورشليم عاصمة المملكة العالمية التي يحكمها ملك يهودي، وهذا مذكور في برتوكولات حكماء بني صهيون.
وقامت (ما تُسمى بدولة إسرائيل) منذ نشأتها على العنف والمنظومة الأمنية وتنظيم الشعب في إطار مليشيات مسلحة، وفي هذا الصدد يقول بن جوريون أحد مؤسسي (ما تُسمى بدولة إسرائيل) : ( إن ما تُسمى بدولة إسرائيل لا يمكن أن تبقى إلا بقوة السلاح ).
وكنفي لإمكانية حصول السلام، فإن موقع شرطة ما تُسمى بدولة إسرائيل نشر دعوة تحريضية ضد العرب ودعا بشكل صريح لقتل العرب قبل أيام بالإضافة إلى تصريحات الحاخام عوفادية يوسف التي تعتبر العرب ثعابين يجب قتلها، وعندما زار مناحم بيجن القاهرة بعد توقيع اتفاقية كام ديفيد، وقف أمام أهرامات الجيزة وقال : ( هؤلاء أجدادنا بناة الأهرام )، وكذلك سرقت
ثم قامت(ما تُسمى بدولة إسرائيل ) بسرقة آثاراً مصرية وآثاراً عراقية، وأقامت لها معرضا في النمسا، بعد أن تم الإعداد له على مدى عامين، وشارك في دعم المعرض (58) هيئة نمساوية، وافتتح (بنيامين نتنياهو) المعرض وسط دعاية إعلامية مكثفة ، وكان عنوان معرض الآثار المسروقة هو :" آثار أرض التوراة ".
في هذا الموجز أوضحنا ما تصبو إليه (ما تُسمى بدولة إسرائيل) ولكن التشابه الكبير في أهداف الطرف الثاني وهو (إيران) يوضح بما لا يدع للشك بصدقية كل ما نشر في الإعلام حول إمكانية وجود تحالف بين الطرفين لخدمة أهدافهما.. ، وبعيدا عن الأقوال التي تشير إلى أن مؤسس المذهب الشيعي كان المنافق عبدالله بن سبأ يهوديا ثم أسلم نفاقاً، ولكن في عالمنا اليوم هناك ما يكفي من الدلالات التي تؤكد أن المصالح متوافقة بين الكيانين، بدأ بكراهية العرب والاستيطان في أرضيهم سواء كان ذلك من خلال احتلال فلسطين والجولان وأجزاء من جنوب لبنان بالنسبة لــ (ما تُسمى بدولة إسرائيل) أو احتلال الأحواز العربية وجزر الإمارات من قبل إيران، أما عن الأهداف، فإيران تريد دولة فارسية تمتد على مسار الخليج العربي..ويؤكد ما نقوله تقرير روسي نشر في وسائل الإعلام أثناء الحرب التي شنتها السعودية على الحوثيين بأن أهداف النظام القائم في طهران هو إقامة "إمبراطورية ذات نزعة مذهبية تمتد من إيران عبر العراق ونحو سورية ولبنان"، وحسب تقديراته فإن إيران "تهيمن الآن عمليا من خلال حلفائها على جنوب العراق".
وتحاول إيران فرض نفوذها على العالم الإسلامي وقيادته من خلال التغلغل في أعماقها وفقا لعدة محاور، أولها استغلال حركات المقاومة المسلحة المناهضة لـــ(ما تُسمى بدولة إسرائيل) و أمريكا وتقديم الدعم لها وتدريب عناصرها لكسب ولائاتهم، وكذلك من خلال إرسال رجال مخابراتها لتأسيس شبكات وخلايا نائمة يمكن إيقاظها وقت الحاجة إليها، وتأسيس مؤسسات تجارية من خلال الجاليات الإيرانية الموجودة في الخليج.
هناك عدة عوامل مهمة تسببت في رفض العالم الإسلامي لإيران، وعدم السماح لها بأن تتولى قيادة هذا العالم وهي الأول أن إيران فارسية وليس عربية، والثاني أن غالبية سكانها من الشيعة ولا يوجد بها سنة سوى في إقليم عربي يسمى "الأحواز" وتحتله إيران منذ عام 1925 م، وكذلك احتلالها لأرضي عربية سلف الحديث عنها.
و إثباتا لما ورد فإنه بتاريخ 28-03/2011 نقلت صحيفة (ويك أيند) الدنماركية تصريحات عن مسؤولين في الخارجية الإيرانية قالوا فيها ،" بأن العرب بدو وهمج الصحراء وحضارتهم طارئة قامت بعد اكتشاف النفط، أما الحضارة الفارسية فهي ممتدة منذ آلاف السنين.
وتابعت الصحيفة نقلا عنهم ، " إيران تحترم ما تُسمى بدولة إسرائيل وتتعاطف معها بعكس العرب، وما التصريحات التي تطلق معادية لما تُسمى بدولة إسرائيل سوى لكسب تأييد العالم الإسلامي"..
ونقل عن نائب وزير الخارجية الإيراني، "أن الهدف من التصريحات المعادية لما تُسمى بدولة إسرائيل هو كسب تأييد الشعوب الإسلامية لتحقيق هدف الثورة الخمينية التي انطلقت عام1979 بالسيطرة على العالم الإسلامي".
إذا الهدف الأساسي لإيران في المنقطة العربية هو السيطرة المذهبية على العالم الإسلامي وتولي قيادته، وكذلك السيطرة على الأماكن الدينية والمقدسة ، والموارد النفطية والاقتصادية في المنطقة العربية لإعادة أمجاد الأمة الفارسية".
وهذا غيض من فيض لحقيقة العلاقات الخفية بين الخبيثتين المتشابهتين في الأهداف والوسائل.. 
فالأولى تنتظر المهدي والثانية تنتظر المسيح الدجال.. 
والأولى تريد إضعاف الكيانات السنية ومثلها ما تُسمى بدولة إسرائيل كذلك.
وأخيراُ نقول:-
ان إيران عداؤها خفي للإسلام ولأهل السنة ...تتستر بلباس الدين ...وهي التي تحارب الإسلام والمسلمين !!
وما تُسمى بدولة إسرائيل عداؤها ظاهر للإسلام والمسلمين !!
وكلاهما عدو للإسلام والمسلمين !!
وبينهما تعاون مشترك !! ومصالح مشتركة !!
وهناك تشابه بينهما في المعتقد والأفكار والرذيلة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق